الخروج على الظالمين .
السؤال :
السلام عليكم
حديث مولانا الإمام الصادق( عليه السلام ) للمتوكل بن هارون في الصحيفة السجادية .
قوله عليه السلام : (( إن أبي حدثني عن أبيه عن جده علي ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخذته نعسة وهو على منبره ، فرأى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة ، يردون الناس على أعقابهم القهقرى ، فاستوى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالسا ، والحزن يعرف في وجهه ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) بهذه الاية : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا } . قال فأطلع الله عز وجل نبيه عليه السلام أن بني أمية تملك سلطان هذه الأمة ، وملكها طول هذه المدة ، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها ، حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم ، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا .
أخبر اللّه نبيه بما يلقى أهل بيت محمد ( صلى الله عليه واله ) ، وأهل مودتهم ، وشيعتهم منهم ، في أيامهم وملكهم .
قال ثم قال أبو عبداللّه ( عليه السلام ) : ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلما أو ينعش حقا إلا اصطلمته البلية ،
وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا .
مولانا الإمام الصادق ( سلام الله عليه ) يذكر أن سبب عدم خروجه وقيامة بالسيف هو إخبار النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لهم بأن بني أمية ستملك زمام هذه الأمة ، وسيطول ملكهم ، حتى لو طاولتهم الجبال لطالوا عليها ، فلا فائدة من الخروج ما دام ملكهم ثابتاً ثبوت الجبال الراسيات ، ولن يتزحزح أبداً بخروج من يخرج عليهم ، فالعلم بعدم الفلاح والظفر بالخروج على بني أمية هو السبب الذي جعل الأئمة ( عليهم السلام ) يتركون الخروج بالسيف والكف ، ويلتزمون التقية والمهادنة .
فكيف نوجه موقف مولانا الإمام الحسين ( عليه السلام ) في ملحمة كربلاء ، وجهاده مع أهل بيته ، والخلص من أصحابه ، ضد جور بني أمية ودولتهم ؟
وشكراً لكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
لم تكن نهضة الإمام الحسين ( عليه السلام ) لأخذ زمام الأمور بيده ، وتولي السلطة ، وإنما كانت من أجل فضح بني أمية ، وكشف زيفهم ، وبيان عدم شرعيتهم ، وبيان أنهم يريدون الإضرار بالإسلام والمسلمين ، وقد تمكن من ذلك ( عليه السلام ) ، فلولا نهضة الإمام الحسين ( عليه السلام ) لكان بنو أمية ودولتهم مصدراً للإسلام والتشريع ، بينما لم يكن
المسلمون على ذلك من بعد نهضة الإمام وشهادته ( عليه السلام ) .