دعوة الزوج زوجته لارتكاب الحرام
السؤال :
السلام عليكم
تعرفت على زوجي وكان رجلا – على ما كان يبدو لي – قوي الدين والعقيدة والإيمان والشعائر الحسينية ، وكان مع عمله كمهندس يقرأ مجالس العزاء ، وهذا ما جذبني إليه ؛ كوني من بيئة محافظة وحسينية ، وما إن خطبنا وكنا نرسل لبعضنا الرسائل الرومانسية ، كان يطلب مني فيها أن أخلع الحجاب – عندما نسافر في شهر العسل – في البلد الذي نسافر إليه فقط لا غير ، وكنت أظن أن تلك مخيالات ؛ ليضفي على الرسائل الهيجان ، وكان يقول لي أحب عندما نتزوج أن يكون بيننا سر لا يعرفه إلا أنا وأنت ، لم أحاول أن أعرف ما هو هذا السر ؛ لأني كذلك كنت أظنها تخيلات وكلام لا أكثر . وما إن تزوجنا باح لي بذلك السر ، وهو أنه يريد ويحب ويعشق أن يأتي رجل مختص بالمساج إلى المنزل ، ويكون أجنبي ، ويعمل لي المساج المثير وأنا أكون عارية بلا ثياب ، وصار يقول لي أحبه أن يلعب بأعضائك وثدييك وعورتك ويجعلك تتهيجين ، وأنا أحب أن أنظر إلى زوجتي مع رجل يلسمها ويدعها تهتاج .
هذا الطلب جعلني منذ ذلك الحين حتى اليوم أعاني من الأرق والتعب النفسي والانهيار ، إنه أب إبني وزوجي ، وهو رجل لا يترك فرض صلاة ، ولا يقصر بالصيام ولا بالخمس ، وعنده رضا الوالدين خط أحمر ، فهو مرضي لهم بشكل كبير ، ودائما يسعى لأن يرى والديه سعيدين ، ومرة من المرات قلت له كيف تسعى لإرضاء والديك وتخاف الله فيهما دائما وأبدا ، بينما في تلك الأمور التي تطلبها مني لا تخاف أن يقطع الله رزقك ، ويقلب حياتك ، وتخسر آخرتك فيها ؟ فأجابني أن سخط والدي علي لا يغفره الله ، ولكن تلك الأمور التي أطلبها منك يغفرها الله لنا فيما بعد عندما نتوب منها .
وغير ذلك عنده حب ورغبة بأن يمارس الجنس معي وأن يرانا أحد ، ودائما يطلب مني أن يجامعني والشباك مفتوح ، أو ضوء الغرقة منير ليلا ؛ حتى يرانا الناس ونستمتع ، ولكني دائما أرفض ، وهو ينقم علي ، وأحسه تتغير معاملته معي في اليوم التالي .
هذا الموضوع قد أتعبني ، وأنا أريد المساعدة ، ما العمل ؟ ماذا أفعل كيف أتصرف مع الموضوع ؟
إنني إنسانة أخاف الله ، وهذا زنا – والعياذ بالله – وزوجي يلاحقني دائما بتلك المواضيع ، وأخاف ان أقع ضحية الشيطان والعياذ بالله .
أرجوكم ساعدوني ، كيف لهذا الإنسان أن يطيع الله ويطيع والديه إطاعة عمياء مخافة من الله على حد قوله ، وكيف يطلب مني المحرمات ؟! كيف أتصرف ؟
وشكراً لكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا تستجيبي له لما يطلبه منك من الحرام ، وقدمي له النصيحة بالكلام الطيب والأخلاق الحسنة .
علماً بأن الله تعالى جعل في الإنسان الشهوة الجنسية ، وأمره بأن يحكّم فيها عقله ، ويأخذ زمامها بيده ، ويجتنب الحرام ؛ حتى يعيش سعيداً محبوباً عند الآخرين ، وإلا ذمّه الناس ، وأبغضه الله ورسوله وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وشقي في الدنيا والآخرة .
وقد قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : بأن عبد الشهوة أذل من عبد الرق الذي يباع ويشتري بين الناس .
وقد اعتبر القرآن الكريم عبد الشهوة أضل من الأنعام والحيوانات ؛ لذلك يجب عليه الإقلاع عن الحرام ، والتوبة سريعاً قبل فوات الأوان ، إذ إنَّ الله تبارك وتعالى فتح باب التوبة والإنابة لعباده ؛ ليغسلوا بها درن الذنوب والمعاصي ، ويستعيدوا سعادتهم وصفو حياتهم الإنسانية .
علماً بأنَّ ما تمرّين به هو نوع امتحان واختبار لك ، فعليك أن تكوني حذرة كلَّ الحذر من الوقوع في شباك الشيطان بوسوسة هذا الشخص الذي تعيشين معه . وإذا استمر في طلبه هذا فعليك بمفاتحة أهله بهذا الأمر ، فإذا لم ينفع عليك بمفاتحة أهلك بما يطلب منك ، ومن ثمَّ اتّخاذ القرار والموقف ، إذ إنَّ في هتين الخطوتين الأثر الكبير في ردعه وإيقافه عند حدِّه وعدم تماديه .
نسأل الله تبارك وتعالى لك الصبر والثبات ، والنجاح في هذا الاختبار والامتحان ؛ فيزداد بذلك إيمانك وصبرك إن شاء الله تعالى .