ما ينفع لاستجابة الدعاء .
السؤال :
السلام عليكم
أنا أعاني – منذ سنوات – من حالة فراغ ، وعدم استجابة للدعاء ، رغم عمل الأربعينيات والكثير من التوسلات ، ولا يستجاب لي ، ولا يتغير حالي ، وقد وصلت لمرحلة الاكتئاب ، وعدم الرغبة في العيش ، وأرى الحياة مظلمة ، فهل هناك عمل ينقذني مما أنا فيه ؟ فقد تعبت ، ووصلت لمرحلة اليأس .
وشكراً لكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم هناك أسلوب خاص ، وطريقة مخصوصة ، ينبغي اتّباعها لاستجابة الدعاء ، مثل : الانقطاع إلى الله تعالى ، والاعتناء بكون مكسبه ورزقه حلالاً ، وتخميس أمواله بعد أن يجعل لنفسه رأس سنة خمسية ، واليقين بأن الله سبحانه يستجيب له ، وأن يبدأ – قبل الدعاء – بالصلاة على محمد وآل محمد ، وأن يختم دعاءه بالصلاة على محمد وآل محمد ، وأن يدعو للمؤمنين أولاً ، ثم يدعو لنفسه ، وأن يختار للدعاء الأوقات المفضّلة ، مثل أوقات الصلوات ، وليلة الجمعة ويومها ، وأن ينتخب لدعائه الأماكن المقدسة ، وخاصة مثل الحائر الحسيني ؛ فإن الدعاء تحت قبّته مستجاب ، ونحو ذلك .
علماً أنه في الحديث الشريف ما معناه : بأن الله تعالى يستجيب الدعاء للمؤمن والمؤمنة ، ولكن على أنحاءٍ ثلاثة :
أولاً : أن يعطيه حاجته ؛ إذا كانت بصالحه .
ثانياً : لم تكن الحاجة بصالحه ، ولكن هناك بلاء بانتظاره ، فيدفع عنه ذلك البلاء .
ثالثاً : ليس شيء من الأول والثاني ؛ فيدّخر الله له ثواب الدعاء للآخرة ، فإذا رأى ثوابه هناك تمنى عدم استجابة شيء ممّا دعى به في الدنيا ؛ ليكون ثواب آخرته أكبر وأكثر ، مضافاً إلى أنه قد جاء في الحديث الشريف : إن الله تعالى بالنسبة إلى عبده المؤمن كالطبيب بالنسبة إلى المريض ، فكما لا يعطي الطبيب ما يشتهيه المريض ‘ وإنما يعطيه ما هو بصالحه ، فكذلك المؤمن لا يعطيه الله ما يريده ، بل يعطيه ما هو بصالحه ، وفي دعاء الإفتتاح : « ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور » ، مضافاً إلى ما ورد في الروايات الشريفة من التأكيد على أن يفوّض الإنسان أمره ومستقبله كله إلى
الله تعالى ، ويرضى برضاه ، ويصبر على ما قسمه له .
والالتزام يومياً بقول : « أستغفر الله ربي وأتوب إليه » مائة مرة صباحاً ، ومائة مرة مساءً ، وبقراءة القلاقل الأربعة ، والآية 54 حتى 56 من سورة الأعراف ، مرة صباحاً ومرة مساءً ، بنية أن يقضي الله حاجته ، مفيد إن شاء الله تعالى .