حكم أخذ أموال الأبناء دون علمهم
السؤال :
بعض الآباء والامهات يأخذون (الاموال) من ابنائهم من دون علمهم او جبراً
ويستدلون بحديث (انت وما تملك لابيك) هل صحيح فعلهم؟
الجواب :
هناك حديث شريف عن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله حين شكى
اليه شخص اباه بانه يأخذ منه امواله ونحو ذلك، فقال له: «انت ومالك
لابيك» وقال الامام الصادق عليه السلام في تفسير هذا الحديث ما معناه:
بان الرسول الكريم نصحه بنصيحة اخلاقية اذ كان الولد يريد من الرسول
الكريم ان يعاقب اباه على ذلك، وهو خلاف الاخلاق والآداب، اذ مقتضى
الاخلاق والادب الانساني أن يكرم الولد اباه ويحترمه ولا يقابله بالمثل
حتى وان كان الاب ظالماً له واكل امواله مضافاً الى ان اكرام الابن لابيه
واحترامه له يفتح على الولد ابواب الخير والسعادة واذا صرف امواله
وانفقها له فليكن مسروراً بذلك ومطمئناً الى ان الله تعالى سوف يعوّضّه،
فعن الامام امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة في الحكمة «138»
قال: «من ايقن بالخلف جاد بالعطية» يعني ان الله تعالى وعد الذي يعطي
ماله للآخرين فكيف اذا اعطى المال لوالده بان يعوّضه باكثر منه، فمن ايقن
بوعد الله اذ لا يخلف الله وعده، فانه سوف لا يبخل بالعطاء وببذل ماله،
هذا وفي الحديث الشريف ان لله ملكاً يدعو: «اللهم اعط كل منفق خلفاً، وكل
ممسك تلفاً» ودعاء الملائكة مستجاب، وفي الحديث الشريف ايضاً ما مضمونه:
مازاد مال من امساك وبخل، ولم يضع مال من عطاء وجود. نعم لا يجوز للاب
ذلك شرعاً ويكون مديناً للابن ان كان بلا رضا واذن من الولد وكذا البنت.
واما مسألة الزواج من بنات اخ الاب او الاخت، فاذا كان الانسان يستطيع ان
يُرضي نفسه بالزواج من هؤلاء وان يعيش عيشة مع محبة ووداد، وتعاون وتفاهم
بينه وبين زوجته فهو مقدّم على الزواج من غير هؤلاء، والله يحب المحسنين.