الولاية التكوينية
السؤال :
السلام عليكم
1. هل القول بأن الأئمة عليهم السلام هم العلل الأربعة ، و القول بأنهم عليهم السلام مثل النور ، و ما سواهم شعاع هذا النور ، صحيحٌ ؟ و هل يستلزم خللاً في العقيدة القولُ بأنَّهم العلل الأربعة لهذا العالم ؟
….
2. هل أن الأئمة عليهم السلام عندما يَخلقون جسماً ، أو يُحيُون ميتاً ، أو يتصرفون في الكون بما شاءوا ، يكون كل هذا بالدعاء أم لا ؟
أبو الحسن علي بن أحمد الدلال القمي ، قال : « اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عز وجل فوض إلى الأئمة عليهم السلام أن يخلقوا و يرزقوا ؟
فقال قوم : هذا محال لا يجوز على الله عز و جل ؛ لأن الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز وجل . و قال آخرون : بل الله عز و جل أقدَرَ الأئمة على ذلك ، و فوض إليهم ، فخلقوا و رزقوا .
و تنازعوا في ذلك تنازعاً شديداً .
فقال قائلٌ : ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان ، فتسألونه عن ذلك ، ليوضح لكم الحق فيه ، فإنه الطريق إلى صاحب الأمر ؟
فرضيت الجماعة بأبي جعفر ، و سلَّمت و أجابت إلى قوله ، فكتبوا المسألة و أنفذوها إليه .
فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته : إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام ، و قسم الأرزاق ، لأنه ليس بجسم و لا حال في جسم ، ليس كمثله شيءٌ و هو السميع البصير ، فأما الأئمة عليهم السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ، و يسألون فيرزق ، إيجاباً لمسألتهم ، و إعظاماً لحقهم » .
هل يصح أن نقول أن ولايتهم التكوينية – بمعنى ولايتهم على ما سواهم – تكون بتصرفهم في كل ما سواهم – إعداماً و إيجاداً – بالدعاء لله أن يعدم و يوجد و يرزق و يحيي لهم ، و لأجل رفع مقامهم و إعظام شأنهم ؟
و شكراً لكم
الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الولاية التكوينية هي قدرة تصرف المعصومين ( عليهم السلام ) في الكون بإذن الله تعالى ، و كونهم بشراً لا ينافي تمكين الله تعالى لهم على ذلك ؛ كما تصرف الرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله ) بشق القمر ، و كما تصرف الإمام امير المؤمنين ( عليه السلام ) بردّ الشمس ، و من قبلهم تصرف النبي سليمان ( عليه السلام ) بالريح و حمل بساطه عليها ، و تصرّف آصف بن برخيا باحضار عرش بلقيس عند سليمان ( عليهم السلام ) . و في الحديث الصحيح : « ارادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم و تصدر من بيوتكم » .