تفسير الآية الكريمة ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ)
السؤال :
ما هو تفسير آية الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات و الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات؟ و إذا كان كذلك فما الحكمة التي جعلت النبي نوح و النبي لوط (عليهما السلام) الزواج بامرأة كافرة؟
الجواب :
قال الشيخ الجليل ابن شهرآشوب في تفسير متشابه القرآن ومختلفه ج1 ص206: (روي عن ابن عباس ومجاهد والحسن والضحاك وعمار بن ياسر وأهل البيت (عليهم السلام) أنهم قالوا المراد به الكلمات الطيبات للطيبين من الناس والكلمات الخبيثات للخبيثين من الناس يدل عليه قوله ( مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ ) وقوله ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ ) .
وهكذا جاء في تفسير القمي في تفسير الآية الكريمة وفي تفسير الصافي قال: (وفي الاحتجاج عن الحسن المجتبى (عليه السلام) وقد قام من مجلس معاوية وأصحابه وقد ألقمهم الحجر الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات هم والله يا معاوية أنت وأصحابك هؤلاء وشيعتك والطيبات للطيبين إلى آخر الآية هم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأصحابه وشيعته أولئك يعني الطيبين والطيبات على الأول والطيبين على الأخير مبرؤون مما يقولون فيهم أو من أن يقولوا مثل قولهم لهم مغفرة ورزق كريم).
كما جاء في تفسير «تقريب القرآن الى الاذهان: ج3 ص693» للامام الشيرازي الراحل عند تفسير الآية الكريمة «26 من سورة النور: «الخبيثات للخبيثين …» ما معناه: بان الآية الكريمة نزلت في وسط اجتماعي كبقية الأوساط الاجتماعية، التي دأبت على اختيار المرأة غير الطيّبة من طرف الرجل غير الطيب غالباً، والآية الكريمة هذه تذكّر المسلمين ـ بمناسبة حديث الإفك ـ بهذه العادة المتعارفة لدى المجتمعات البشرية لتبرئة ساحة مارية القبطية أم ابراهيم (عليه السلام) وأما الآية الكريمة «10» من سورة التحريم: «ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط» فهي لا تخلو من حكمة سماوية قطعاً، مضافاً إلى أن الانبياء يكون زواجهم كأقوالهم وأفعالهم بأمر من الله تعالى ولحكمة ومصلحة ولعلها لأجل معرفة الأمّة بان زيجات الرسول الكريم كانت بأمر من الله تعالى ولمصالح كما اتفق مثل ذلك للانبياء من قبله. هذا كان هو التفسير، وقد جاء في كتاب الاحتجاج التأويل، وذلك على لسان الامام المجتبى (عليه السلام) عند مخاطبته لمعاوية بقوله: هم (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات) والله يا معاوية انت واصحابك وشيعتك وهم (الطيّبات للطيبين والطيّبون للطيبات) علي بن ابي طالب (عليه السلام) واصحابه وشيعته.
يضاف إلى ذلك ان الآية الكريمة تشير إلى أن هناك ظاهرة عرفية في المجتمعات البشرية، وهي التجانس والسنخية في الناس، حيث ان الطيّب يميل عادة إلى الطيب، والعكس بالعكس، لكن قد تكون هناك مصالح أهم مثل هداية الآخر ونحوه فيختار الانسان ولتلك المصلحة الأهم من هو غير مجانس له ولا متسانخ معه.