تفسير قوله تعالى : ( بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ) .
السؤال :
ما هو تفسير الاية ٨٦ في سورة هود “بقية الله” هل تعني الامام المهدي عجل الله فرجه او الرزق الحلال ؟
الجواب :
الآية الكريمة هي السادسة والثمانون من سورة هود، ومعناها
الظاهري: أن قوم شعيب قد غلبت عليهم الانحرافات الاقتصادية، فكانوا
ينقصون المكيال والميزان، مع ما هم عليه من الخير المادي والوفرة
المالية، فكان نبيّهم صالح على نبينا وآله وعليه السلام يحذّرهم من ذلك
بالعذاب الإلهي المحيط.. ويقول لهم: إنّ البقيّة الحلال التي شرعها الله
لكم هي خير لكم، لأنها مباركة وطاهرة، وبهما تزكو الأموال وتنتظم
الأحوال. هذا هو الظاهر اللفظي للآية والسياق. غير أنّ المعنى الأعمق
لبقيّة الله: هو التوجيه (ومن يصلهم خطابه) إلى الله سبحانه وإلى حصنه
الحصين، وجواره المنيع. لأنّ من يكون مع الله يكون الله معه، ومن يرتبط
به فقد ارتبط بالخير المطلق والقوة المطلقة والعظمة المطلقة. وهي الأحرى
بأن يتشبّث بها، ويُتمسّك بعراها.. ومن تلك العرى الأنبياء والمرسلون
والأولياء الصالحون.. ويؤيّد هذا المعنى ما رواه الشيخ الصدوق قدس سره في
كمال الدين عن المعصوم صلوات الله عليه قوله: «أوّل ما ينطق به القائم
عليه السلام حيث يظهر، هذه الآية: «بقيّة الله خير لكم إن كنتم مؤمنين»
ثم يقول: «أنا بقيّة الله، وحجّته، وخليفته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلّم،
إلاّ قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه».
علما بأن التفسير هو بيان المعنى بينما التأويل هو بيان المصداق
والامام الحجة المنتظر (عليه السلام) من أظهر مصاديق الآية الكريمة .