توجيه كلام المحقق الطوسي في شأن غيبة الإمام الحجة (عليه السلام)
السؤال :
يرجى التوضيح والتوجيه في فهم كلام العلامة المحقق خواجة نصير الدين الطوسي (قدس سره) في غيبة مولانا الإمام الحجة (صلوات الله عليه) ((ليست غيبة المهدي من الله عز وجل ولا منه (عليه السلام) بل من المكلفين والناس وهي من غلبة الخوف وعدم تمكين الناس من إطاعة الإمام فإذا زال سبب الغيبة وقع الظهور)) كتاب بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية للخرازي الجزء الثاني ص 148
س1: هل معنى استدلال المحقق الطوسي أن مولانا الإمام الحجة (صلوات الله عليه) اضطر وأجبر على الغيبة لقلة الأعوان والأنصار ؟
س2: مولانا الإمام الحجة (صلوات الله عليه) إمام معصوم ملهم مسدد من الله تعالى فغيبة بتوجيه وارشاد وتسديد من الله تعالى فما معنى قول المحقق الطوسي (قدس سره) ليست غيبة الإمام المهدي (صلوات الله عليه) من الله عز وجل ولا منه (عليه السلام) ؟
الجواب :
غيبة الإمام المهدي (عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف) بتوجيه وتسديد من الله تعالى، فإنه سبحانه قد ادّخره لإقامة القسط والعدل في الأرض بعد أن تُملأ بالظلم والجور، لكن السبب في اختيار الله تعالى الغيبة له (عليه السلام) هو عدم انقياد الناس له وترك طاعته ونصرته، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن الله تعالى قال: «لا إكراه في الدين» فحيث أنه لا إجبار ولا إكراه، فلابدّ من حصول التغيير في الناس وحدوث التحوّل فيهم، فإذا صاروا بالمستوى الذي يطالب ببسط يد الإمام المهدي (عليه السلام) ويُعلن قبول حكومته السماوية العادلة، أمضى الله تعالى له (عليه السلام) الفرج والظهور إن شاء الله.