عدم قضاء الحوائج
السؤال :
السلام عليكم
أنا أعلم أن الله تعالى لا يحابي أناساً دون أناسٍ ، وأهل البيت ( عليهم السلام ) لا يفرقون بين الناس على أسسٍ دنيويةٍ . لكنِّي أريد أن أفهم لماذا عندما أزورهم في حضراتهم الشريفة وأنا في حاجةٍ شديدةٍ لا ينظرون إلي ولا يقضون حاجتي ؟ ويعلم الله أنِّي متوجِّهٌ ومحتاجٌ للشفاء من الوسواس القهري ، بعد أن عجزت من العلاج ، وليس فيَّ نفعٌ بسبب المرض ؛ لأنه يجعلني لا أعرف التوجه لعملٍ ولا صلاةٍ ، ولا راحة نفسٍ ، فأنا في صراعٍ دائمٍ ، ولا أعيش حياةً هانئةً مع أولادي وأهلي . وحين يأتي غيري ليتوسل يأخذ حاجته ويخرج . وحين أسمع بالكرامات أغبطهم ولا أحسدهم ، فأقول : هنيئا لهم فقد حصلوا على نظرة منهم . وأنا وصلت لمرحلة اليأس من الدعاء ، حيث مضى علي أكثر من سنتين وأنا أدعوا بتوجهٍ واستغفارٍ وحرصٍ على عدم أكل الشبهات أو الخطأ ، لكن دون فائدةٍ ، وأدعو للإمام الحجة ( عليه السلام ) من أجل أن يكون لي معه ارتباطٌ حتى لو لم تقضَ حاجتي ، وأريد نظرةً منه ، لكن ماذا أفعل ؟! . أنا أقول لست أصدِّق أن هؤلاء هم محمدٌ وآل محمدٍ اللذين أسمع طوال حياتي بكرمهم ورحمتهم وعطفهم ، والآن أصل لبابهم وأتوسل بهم ويتركوني . أنا يئست من الحياة والوضع الذي أنا فيه ، إذ أن هناك أناساً مخالفين لا يوالونهم وقد قضوا لهم حاجاتهم ورحموا حالهم ، فلماذا جئتهم بحاجتي وقد سئمت الحياة ولم يرحموني ؟ وأنتم مراجعنا لنا عون في غيبة إمامنا المهدي عليه السلام . فما الحل ؟
وشكراً لكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: اذا وسوس الشيطان الى أحدكم فليتعوّذ بالله وليقل : « آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدين » وكذا الاكثار من قول: « لا اله الاّ الله » . وعن الإمام الصادق عليه السلام ان الوسواس من الشيطان يريد به أذى الإنسان ، فإن أطاعه تسلّط عليه واستحكم ، وإن عصاه عجز عنه وتركه ، وأن العلاج الوحيد هو عدم الاعتناء بالشك والوسوسة .
وفي التاريخ أن أحد الملوك اعتاد أكل التراب ، ولم ينفعه شيءٌ مما وصفه له الأطباء من دواءٍ ، وكانت تتردى حالته يوماً بعد يومٍ ، فطلبوا له حكيماً معروفاً بالحكمة لمعالجته ، فلما جاء الحكيم وقص عليه الملك حالته ، قال الحكيم : إن داء جلالة الملك سهل العلاج جداً ، قال الملك بتعجبٍ : وكيف ؟ قال الحكيم وهو يكرّر عليه مقالته ثلاث مرات بأن علاجك سهل جداً ، والملك أيضاً يكرر : وكيف ؟ وحينما رأى الحكيم الملك مقبلٌ بكله عليه ، ومتلهفٌ ليستمع إلى العلاج ، وعازم على تنفيذه قال له : علاجك في عزمة من عزمات الملوك على الترك ، فقال الملك في جوابه : عزمت . وتمّ كل شيء ، فعليك يا أخي أن تعزم على الخروج من هذه الحالة والسيطرة على كل الهواجس المريضة فيك والغلبة عليها ، فالوصفة العلاجية إذن: 1. العزم على التغلب والسيطرة بالايحاء النفسي على أنك سليم من كل عاهه .2. تنفيذ هذا العزم دائماً وأبداً وعدم السماح للهواجس أن تتسرب إليك .3. الدعاء الى الله تعالى والتوسل بأهل البيت للتوفيق في ذلك .