كيفية الموافقة بين تفاخر الأئمة ( عليهم السلام ) ومبغوضية التفاخر
السؤال :
يقال أن الفخر والأنا قبيح ولكننا نجد الأنا والفخر في بعض كلمات المعصومين وأصحابهم مثلاً (أنا ابن مكة ومنى) أو (أنا الذي سمتني أمي حيدرة) و (أنا زهير بن القين) وغيرها فكيف نوفق بينهما ؟
الجواب :
التوفيق بينهما واضح وهو: أن مدح الانسان نفسه إذا كان لأجل إظهار والفخر والتكبر على الآخرين فهو قبيح ومذموم، وأما إذا كان لأجل اظهار ما أنعم الله عليه من نعمة فهو حسن وممدوح، ومصداق لقول الله تعالى: «واما بنعمة ربك فحدّث» الضحى/11 وكذا لو كان لأجل هداية الناس واتمام الحجّة عليهم كما في بيان الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) لشيء من مناقبهم وفضائلهم، مثلاً: ان فضائل الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) من الكثرة بمكان لا يتحمّله إلا مؤمن بالله العظيم، لأن الله تعالي هو الذي وصف الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه الحكيم في آية التطهير ـ الاحزاب /33 ـ ضمن أصحاب الكساء، بالعصمة من كل ذنب، وبالطهارة من كل نقص وعيب، وفي آية المودة ـ الشوري / 23ـ بوجوب المحبّة له واظهارها باليد واللسان، والجوارح والاركان، وفي آية الولاية ووجوب الطاعة ـ المائدة 55 ـ بوجوب طاعة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) و ولايته على الناس أجمعين، وفي آية تعليم الله الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) علم الغيب وأمره بتعليمه للامام أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ الجن 26 حتى 28 ـ باطّلاعهم بإذن الله تعالى على الغيب، وآيات كريمات كثيرة غيرها ينبغي مراجعة كتاب «علي في القرآن» لذلك، مضافاً إلى قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) المتواتر عند الفريقين في حق الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) : «بانّ علياً مع الحق والحق معه يدور حيثما دار» وأنه عدل القرآن الحكيم كما في حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين: «اني محلّف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وفي مقدمة أهل البيت الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وغير ذلك مما قاله الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) في حق الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، الواجبه على المسلمين الأخذ به، لأن الله تعالى قال: «وما آتاكم الرسول فخذوه» الحشر /7 من هذا و غيره أقدم الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) على بيان بعض ما أتم الله تعالى عليه من الفضائل امتثالاً لقول الله تعالى: «واما بنعمة ربك فحدث» سورة الضحى/11، ولذلك نرى انه جاء في البحار أنه سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) : كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت وأنا الصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، وأنا وصي خير البشر ، وأنا الاول ، وأنا الآخر ، وأنا الباطن ، وأنا الظاهر ، وأنا بكل شيء عليم ، وأنا عين الله ، وأنا جنب الله ، وأنا أمين الله على المرسلين ، بنا عبد الله ، ونحن خزان الله في ارضه وسمائه ، وأنا أحيي ، وأنا أميت ، وأنا حي لا أموت . فتعجب الاعرابي من قوله فقال (عليه السلام) : أنا الأول أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأنا الآخر آخر من نظر فيه لما كان في لحده ، وأنا الظاهر ظاهر الاسلام ، وأنا الباطن بطين من العلم ، وأنا بكل شيء عليم فإني عليم بكل شيء أخبر الله به نبيه فأخبرني به ، فأما عين الله فأنا عينه على المؤمنين والكفرة ، وأما جنب الله فأن تقول نفس : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ، ومن فرط فيّ فقد فرط في الله ، ولم يجز لنبي نبوة حتى يأخذ خاتماً من محمد (صلى الله عليه وآله) ، فلذلك سمي خاتم النبيين ، محمد سيد النبيين ، وأنا سيد الوصيين ، وأما خزان الله في أرضه فقد علمنا ما علَّمنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقولٍ صادق ، وأنا أحيي : أحيي سنة رسول الله ، وأنا اميت : أميت البدعة.