كيفية نصح تارك الصلاة .
السؤال :
السلام عليكم
عندي ولد غير متزوج ، عمره ٢٧سنة ، لاحظت عليه – في الفترة الاخيرة – التهاون في الصلاة في بداية الأمر ، ثم بدأ بتركها ، وإذا اتكلمت وحذرت من عقاب تارك الصلاة وأنه كافر يصلي قدامي ، والسبب – في هذا كله – مخالطته لأشخاص من غير المذهب الجعفري ، وبعضهم من المذهب الجعفري . وأنا متأذية من تركه للصلاة ، على الرغم من أنه تعلم الصلاة منذ الصغر وصلى ، ولكني لا أعرف ماذا حصل له .
فماذا يجب علي فعله تجاه تركه الصلاة ؛ لأني إن كلمته تضايق من كلامي ، لكني مستمرة في تحذيره من ترك الصلاة ، فهل أنا مذنبة وأعاقب ؟
وشكراً لكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تارك الصلاة – في هذا الزمان – ينبغي – مع الإمكان – إرفاق صديق مؤمن أو قريب مؤمن يرافقه ، ويأخذه معه للصلاة ، وكذا ينبغي تزويجه ، كما وينبغي تقديم النصيحة له ، وإرشاده ، وذلك باستمرار وبلين ، وعدم اليأس حتى يرجع إلى الصلاة .
علماً بان النصيحة إذا کانت باللسان الطيب ، وبالحكمة والموعظة الحسنة ؛ تكون مؤثرة إن شاء الله تعالى ، وخاصة مع ذكر الآيات القرآنية في الصلاة ، مثل قوله تعالى : { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا } ، وقوله سبحانه : { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } ، والروايات التي وردت في الصلاة من أنها عمود الدين ، وأنها إذا قبلت قبل ما سواها ، وإذا ردّت ردّ ما سواها ، وإن الذي يترك ركعتين متعمداً يضرب في قبره بعمود من نار ، يتمليء قبره ناراً إلى يوم القيامة ، وإن الصلاة هي الفارق بين المسلم والكافر .
ويمكن الاستدلال العقلي ونصيحته بهذه الصورة ، وهي : أنه لو قدّم شخص لأحد شربة ماء ، ألا يلزم عليه أن يشكره على ذلك ؟ فكيف بالله الذي أنعم علينا بكل شيء ! أنعم علينا بالوجود ، وبالصحة ، والسلامة ، وبنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، فهلّا يلزم علينا أن نشكر الله تعالى على نعمائه ؟ وشكر الله تعالى يكون بإطاعته ، وبالصلاة والعبادة له ، فإن الصلاة هي الشكر العملي لله تعالى على نعمه على الإنسان ، وترجع فائدة الصلاة الى الإنسان أيضاً ، ومع تقديم النصيحة ، والاستمرار فيها ، وباللسان الطيب ؛ يكون الوالدان معذورين عند الله تعالى ، ولا ذنب ، ولا عقاب إن شاء الله تعالى .