لماذا لا ينتقم الله من دول الكفار
السؤال :
لماذا لا ينتقم الله تعالى من الكفار أو دول الكفار التي تحارب المسلمين؟
الجواب :
لذلك أسباب كثيرة منها:
أنهم تمسكوا بسبل الحياة الانسانية وقد قال تعالى: ((كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)) سورة الاسراء: 20.
وقد يكون تأخير حسابهم ادخاراً لعقوبتهم في الآخرة قال تعالى: ((وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)) سورة آل عمران: 178.
وقال الله تعالى : «ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بانفسهم» الرعد/11 علماً بأن الكفار كانوا في يوم من الايام اذلاّء، يتحكم عليهم الطغاة والظالمون، يظلمونهم ويقتلونهم حتى بازاء تخلّفهم عن اوامر الرئيس، أو إعراضهم عن تعليمات الكنيسة، فاجتمع عقلاؤهم وفكروا في التخلص من هذا الظلم، ورسموا لانفسهم منهجاً، وخططوا للوصول اليه، وعملوا وفقه حتى استطاعوا ان يتجاوزوا عصور القرون الوسطى، ويتحرّروا من الرؤساء الطغاة والحكام المستبدّين، ثم حوّلوا ذلّتهم عن انفسهم ووجّهوها عبر خطط شيطانية باتجاه المسلمين، وزرعوا فيهم الخلاف، ونشروا بينهم العداء والفرقة، وشتّتوهم دويلات، وجعلوها بشعوبها لقمة سائغة لهم ولمطامعهم، فسلبوهم عزّهم، ونهبوهم ثرواتهم، وحوّلوها الى اسلحة دمار وقتلوهم بها، وهذا ما نراه اليوم في بلاد المسلمين، فالمسلمون اذا استيقظوا من رقدتهم، وانتبهوا من نومتهم، واجتمع عقلاؤهم وفكروا في التخلص من هذا الوضع المأساوى البغيض، ونشروا الوعي بين المسلمين حتى يعزموا على الرجوع الى اسلامهم العظيم، وتعاليمه السماوية الراقية، والعمل بها، وتطبيقها على انفسهم يتم ذلك وفي كل مجالات الحياة، فيكونوا حينئذ مصداقاً من مصاديق الامة التي غيّرت ما بها وآنذاك سوف يتحقق وعد الله تعالى لهم بتغيير حالهم من السوء الى الحسنى، ومن الذلة الى العزّة، ومن الامهال للكفار الى الانتقام منهم سريعاً عاجلاً ان شاء الله تعالى