معنى أن المعصوم (عليه السلام ) ليس له ظل
السؤال :
البعض يقول بأن المعصوم يتصف جسمه المادي في عالمنا الجسماني هذا ، بأنه ليس له ظل في كل حالاته وأوقاته، فمن يراه في السوق أو في الطريق أو في أيِّ مكان سيعرفه من خلال هذه الصفة، لأنها علامة فارقة ترافقه دائماً.
ويستدل ببعض الجمل التي وردت في بعض الروايات بأن المعصوم (ليس له ظل) ، بالرغم من أن الله تعالى يصرح في القرآن وفي آيات كثيرة تصف المعصوم بتماثله مع البشر: (قل إنما أنا بشر مثلكم)، وفي حديث العترة نجدهم (ع) يصرحون بأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة .
عن الإمام مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهم السلام قَالَ: الْإِمَامُ مِنَّا لَا يَكُونُ إِلَّا مَعْصُوماً وَلَيْسَتِ الْعِصْمَةُ فِي ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَيُعْرَفَ بِهَا وَلِذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَنْصُوصاً فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَعْنَى الْمَعْصُومِ؟ فَقَالَ: هُوَ الْمُعْتَصِمُ بِحَبْلِ اللَّهِ وَحَبْلُ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ لَا يَفْتَرِقَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالْإِمَامُ يَهْدِي إِلَى الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ يَهْدِي إِلَى الْإِمَامِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم» [ معانى الاخبار: 117 والآية في الإسراء: 9] فما هو الجواب الفصل في ظل هذا التضارب بين القولين ؟
الجواب :
لا تضارب بين القولين حينما يتأمل الانسان فيهما، وذلك لان الآية الكريمة: «قل انما انا بشر مثلكم» قد جاء بعدها تكملة وهي: «يوحى اليّ» مما يعني: أنه وأهل بيته (عليهم السلام) بشر مضافاً إلى الوحي والعصمة، ومن الواضح أن الوحي والعصمة تكسبهم مميّزات خاصة بهم تميّزهم عن البشر الذي لا عصمة ولا وحي لهم، وهذه المميّزات الخاصة بهم يقال لها: المعجزة وبالمعجزة يعرف الناس الرسول والامام المعصوم (عليهم السلام) من غيرهم، وإلا لم يعرف الناس الرسول والامام المعصوم (عليهم السلام) ، وانما لا يعرف الناس الامام المعصوم إلا بالمعجزة مثل عدم الظل ونحوه من المعاجز الأخرى، لأن العصمة كما في الحديث الشريف ليست في ظاهر الخلقة حتى يعرفها الناس، بل هي باطنة ويُستدل بها على آثارها وهي المعجزة، وهذا واضح.