رد المظالم
السؤال :
السلام عليكم
س1 : في الصف السادس الابتدائي ، وفي عمر الثانية عشر .. كانت لي صديقة أناديها باسمها ، فإذا استدارت لي أصفعها مزحا … أدركت بعد مدة أن هذا السلوك غير جيد ، وتوقفت عنه ولله الحمد .. لكن ما تكليفي الشرعي الآن جزاكم الله خيرا ؟ هل علي أن أبحث عنها الآن وأطلب براءة الذمة ؟ وقد يتيسر إيجادها وقد لا يتيسر .
وهل يجب علي إعطاء كفارة أو طلب السماح ؟ مع أني لا أذكر عدد الصفعات التي صفعتها من باب المزاح.. وربما ألحقت حمرة خفيفة تذهب بعد ثوان ، أو لم تحدث ، لا أستطيع التذكر ، لكن أعتقد عادة أن صفعة إنسان لآخر تحدث بعض الحمرة ، والله أعلم .
لست على تواصل مع صديقتي سابقا للآن .
علما أن صديقتي كانت على علم أني كنت أفعل ذلك مزاحاً ، واستمرت علاقتنا جيدة أيام الدراسة .. لكنها انقطعت مع انشغالات الحياة بعد ذلك ، ولا أعلم كيف أصبحت شخصيتها الآن ، خيراً أم شراً .
س٢ : أيام الإبتدائية في عمر الحادية عشر … كانت توجد لدينا في مدرستنا مسابقة … فقمت أنا بجمع نقود من طالبات الفصل ودفعتها لمن صنع لنا مجسم شجرة .. وفاز فصلنا بالمسابقة ، وأعطينا ساعة جدارية كهدية علقناها في الفصل …
في نهاية السنة .. رأيت الساعة على الجدار ، فخيل لي أن تركها هناك غير مناسب ، وقد انتهت السنة ، فقلت للبنات حولي هل آخذها للمنزل ؟ .. فقبلن .. أخذتها معي للمنزل وقلت لأهلي أني استأذنت من البنات …. بعد سنيين ومع نمو تفكيرنا انتبهت لنقاط لم انتبه لها في ذلك الوقت حين تذكرت القصة :
أولا… ربما لم يكن يحق لي أن آخذ الساعة من على الجدار .. حتى لوكنت أنا المسؤولة في المسابقة نيابة عن الفصل ، فهي هدية للجميع لا ممتلك شخصي .. والمسؤول يرعى الأمانة ولا يمتلكها .
ثانيا.. أنا استأذنت من البنات اللاتي كن حولي قبل خروجنا من الفصل الفارغ تقريبا نهاية السنة .. ولكن اولئك الطالبات كن أربعة أو خمسة ربما وليس جميع الطالبات .. وبالتالي لا يصدق عليهن مسمى الفصل كامل .. وحتى لو كنَّ جميع الفصل ، فهل وصلن للسن الذي يحق لهن فيه الإهداء أو التصرف في ممتلكاتهن الخاصة ؟ فما بالي بشيء مشترك كالساعة ؟
ثالثاً.. تلك كانت مسابقة ، فهل كان يحق لي أن أطلب من زميلاتي دفع النقود حتى أدفعها لمن صنع تمثال الشجرة ويشارك الفصل به في هذه المسابقة ؟ ربما لا يكون الدفع إجباراً مباشراً ، لكن قد يكون إحراجاً أو حياءً ، وقد يصدق عليه المأخوذ حياءً كالمأخوذ غصباً .
مع أني غير متأكدة أيضاً من عدم رضاهم ، فربما كانوا راضين بالدفع للمسابقة .
واضح.. إن أخذ الساعة لم يكن تحت عنوان السرقة .. والدليل استئذاني ممن كن حولي من الطالبات … ولكن هل نقول الغفلة والعلم القاصر والوعي غير المكتمل و نفسية طفلة ؟
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم… ربينا ولله الحمد على عدم الظلم أو السرقة.. لكن هناك أمور يقع فيها الإنسان غفلة أو جهل فكيف بالطفل …
الآن ماذا أصنع ؟ ما تكليفي الشرعي ؟
هل أبحث عمَّن أذكر من الطالبات وأرجع عليهن نقودهن ؟ أنا لا أذكر جميع من كان معي في الصف الخامس الابتدائي بشكل كامل ، لكن أذكر البعض حاليا ، وأظن وأشك وأرجح في أخريات … هل أبحث عن قائمة الفصل إن إستطعت ؟ وإذا لم أقدر أدفع نقودهن نيابة عنهن صدقة ؟ أم بدون بحث عنهن أقدر – ولو بشكل تقريبي – كم عدد ما أعطينني حتى أدفعه لمن صنع الشجرة ، وأتصدق بها عنهن ؟
مع أني لست على تواصل إلا مع واحدة أو إثنتين للآن .. وحتى لو توصلت لمعرفة أرقام أو عناوين البقية أو بعضهن بالسؤال والبحث فأنا لا أعلم عن نفسياتهن وشخصياتهن .. أليس الخوف من إعطاء خطأي – غير المقصود – لثلاثين طالبة أو أكثر هن الآن نساء لا أعلم دواخلهن ( فليس جميع الناس واعيين متفهمين وطيبين ) أليس الخوف من إخباري لهن بخطأي خوف واقعي ومشروع ؟
ألا يوجد حل ومخرج شرعي يرضي الله ويبرأ ذمتي بطريقة سهلة دون كشف أخطائي لآخرين لا أعلم كيف سيتصرفون فيها ؟
والساعة التي رجعت بها للبيت هل أيضا أقدر سعرها وأدفعه صدقة ؟
وهل تقدير سعر الساعة ( الساعة غير موجودة الآن ، ظلت معلقة للأسف في بيتنا سنيين حتى ألقيت قمامة بعد تعطلها تقريباً وبقى ثقلها ) هل يكون بسعر الساعات الجدارية قبل ٢٨ سنة تقريباً ، أم بسعر الساعات الجدارية الآن ؟
وشكراً لكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا بد من استبراء الذمة منها ، فإذا تعذر عليك تحصيلها ؛ وجب عليك دفع دية إحمرار الوجه
بعنوان ردِّ المظالم للفقراء بثوابها في الفرض المذكور .